عندما نتحدث عن التوتر، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو الإنسان وضغوط الحياة اليومية. لكن هل خطر في بالك أن أجهزتنا الذكية، رغم أنها بلا روح، قد تمر بما يشبه “التوتر الرقمي”؟ بالطبع ليست كائنات حية، ولكنها تتفاعل مع البيئة الرقمية المحيطة بها بطرق معقدة قد تُشبه حالة الضغط.
فعندما نستخدم هواتفنا أو حواسيبنا بشكل مكثف – فتح عشرات التطبيقات، تشغيل الفيديوهات، التبديل بين المهام بسرعة – نُحمّل المعالج والذاكرة فوق طاقتهما. وهذا يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجهاز، تباطؤ الأداء، أو حتى توقف مفاجئ. هذه الحالة تُشبه تمامًا ما يحدث للإنسان حين يُجهد نفسه بدون راحة.
ومن المثير أن بعض الشركات بدأت تطوّر تقنيات تتيح للأجهزة الذكية “التنفس الرقمي”، مثل خوارزميات تنظيم المهام، وتحديد أولويات المعالجة، وتشغيل أو إيقاف البرامج بحسب الحاجة، لتخفيف العبء عن الجهاز.
فهل حان الوقت لنغيّر نظرتنا لأجهزتنا؟ ربما من الحكمة أن نمنحها وقتًا للراحة، نُغلق بعض التطبيقات، ونعيد التشغيل من وقت لآخر. ليس لأنها تتوتر مثلنا، ولكن لأن أداءها – مثلنا تمامًا – يصبح أفضل عندما تعمل بهدوء وراحة.