كم مرة دخلت إلى غرفة، ثم وقفت فجأة في منتصفها تتساءل: “لماذا أتيت إلى هنا؟” يحدث هذا لنا جميعًا، ويبدو وكأن عقولنا تُفرغ فجأة من محتواها. ولكن، هل هناك تفسير علمي لهذه الظاهرة المزعجة؟

الجواب نعم. يُطلق عليها علماء النفس ظاهرة “تأثير عبور الباب” (Doorway Effect). وهي تحدث عندما ننتقل من مكان إلى آخر، فيقوم دماغنا بإعادة ترتيب المعلومات والسياق بناءً على البيئة الجديدة. وبمجرد عبور الباب، يُعامل الدماغ ذلك كأنك بدأت “مهمة جديدة”، مما يؤدي إلى طمس الهدف الأصلي الذي دخلت الغرفة من أجله.

من منظور تطوري، يُعتقد أن هذه الطريقة في إعادة ترتيب المعلومات تساعد الدماغ على التركيز على البيئة الحالية، مما يعزز فرص النجاة من الأخطار في العصور القديمة. ولكن في عصرنا الحديث، كل ما نريده هو تذكّر أين وضعنا المفاتيح!

لحسن الحظ، هناك طرق بسيطة للتغلب على هذه الظاهرة، مثل تكرار الهدف بصوت عالٍ أثناء التحرك، أو تدوينه قبل النهوض. لا تقلق، نسيانك ليس علامة على ضعف الذاكرة، بل هو دليل على أن دماغك يعمل بكفاءة… وربما بسرعة أكثر من اللازم!