هل لاحظت أنك عندما تصرخ في وادٍ أو كهف، يعود إليك صوتك وكأنه يُكرر ما قلته؟ هذا ما نُسميه “الصدى”، وهو ظاهرة صوتية مثيرة نواجهها في أماكن معينة دون غيرها.
الصدى يحدث عندما يرتد الصوت عن سطح بعيد ويعود إلى أذنك بعد فترة زمنية قصيرة. لكي تسمع هذا الصدى بوضوح، يجب أن يكون السطح عاكسًا للصوت (مثل الصخور أو الجدران الصلبة)، وأن يكون على مسافة لا تقل عن 17 مترًا تقريبًا، وهي المسافة التي تجعل الصوت المرتد يصل متأخرًا بما يكفي لتمييزه عن الصوت الأصلي.
في الغرف الصغيرة، يعود الصوت بسرعة كبيرة لدرجة لا تسمح للدماغ بتمييزه كصدى، بل يسمعه كجزء من الصوت الأصلي. أما في الكهوف، القاعات الكبيرة، أو بين الجبال، تكون المسافة كافية ليظهر الصدى بوضوح، ويُعطي إحساسًا غريبًا وكأنه حوار بينك وبين نفسك.
الغريب أن بعض المعابد والمسارح القديمة بُنيت بطريقة ذكية تستغل هذه الظاهرة لزيادة قوة الصوت وانتشاره، مما يُظهر فهمًا عميقًا للصوتيات لدى الحضارات القديمة.
في المرة القادمة التي تسمع فيها صدى صوتك، تذكّر أنك لا تتحدث إلى أحد… بل إلى الطبيعة نفسها، وهي تُعيد لك صوتك هدية!